سُلَحْفاةُ غالاباغوس أو سُلَحْفاة الغالاباغوس العملاقة أو
(شيلونويديز نيغرا)
(Chelonoidis nigra)
هي أضخم كائن حي في فصيلة السلحفيات وتحتل المرتبة العاشرة بين أثقل الزواحف الحية، حيث يفوق وزنها 400 كغم (880 باوند) ويتعدى طولها 1.8 مترs (5.9 قدم)، وتُعد إحدى أطول الفقاريات عمرًا على وجه الأرض، حيث تعيش في البرية لمدة تزيد عن مائة عام، في حين سُجِّلت منها أفرادٌ عاشت على الأقل لمائةٍ وسبعين عام. يرجع أصل السلحفاة إلى الجزر السبع في أرخبيل غالاباغوس، وهو أرخبيل جزر بركاني يقع على بعد 1,000 كم (620 ميل) غرب سواحل دولة الإكوادور في أمريكا الجنوبية، حيث عثر عليها المستكشفون الإسبان في القرن السادس عشر وأطلقوا عليها اسم
"galápago - غالاباغو"
وهي كلمة إسبانية تعني سلحفاة.
يختلف حجم الدرقة وشكلها من سلحفاة لأخرى. ففي الجزر التي تسودها المرتفعات ذات الأجواء الرَّطبة تكون السلاحف كبيرة الحجم وقصيرة الرقبة وتكون الدرقة على شكل "القبة"، أما في الجزر ذات السهول الجافة فتكون السلاحف أصغر حجمًا وطويلة الرقبة وتكون الدرقة على شكل "السرج"، وقد لاحظ تشارلز داروين هذه الاختلافات في الرحلة البحرية الثانية للسفينة بيغل عام 1835 ميلاديًا، وقد أسهمت مشاهدة دارون ودراسته لهذه السلاحف في تكوين وبلورة فكرة نظرية التطور.
كان عدد سلاحف غالاباغوس يزيد عن ربع مليون سلحفاةٍ في القرن السادس عشر، إلا إنَّه انخفض إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف سلحفاة فقط بحلول سبعينيات القرن العشرين، ويرجع السَّبب في ذلك إلى اصطياد هذه الفصيلة للحصول منها على اللحم والزيت، هذا بالإضافة إلى تدمير المأوى الطبيعي لهذه الكائنات لتوفير الأرض للزراعة، وأيضًا بسبب إدخال حيوانات أخرى لا تنتمي إلى الجزيرة مثل الفئران والماعز والخنازير. في الوقت الحاضر، لم تتبقَّى في البرية سوى عشرة سلالات فقط من سلالات سلحفاة غالاباغوس الخمسة عشر. وكان قد نجى فردٌ واحد من السلالة الحادية عشرة المعروفة باسم سلحفاة جزيرة بينتا، وتم الاحتفاظ به في محمية طبيعية وأُطلِقَ عليه اسم جورج الوحيد
(Lonesome George)
، إلا إنَّ سلالته انقرضت تمامًا بوفاته في شهر يونيو من عام 2012. أدت الجهود المبذولة في الحفاظ على سلحفاة غالاباغوس منذ القرن العشرين إلى إكثار الآلاف من صغار السلاحف في الأسر وإطلاقها إلى البرية للعيش في بيئتها الطبيعية، وبحلول مطلع القرن الواحد والعشرين تجاوز عددها في البرية 19,000 سلحفاة، وعلى الرغم من هذه القفزة العددية، يبقى هذا النوع طبقًا لتصنيف الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة
(IUCN)
غير مُؤمَّن من خطر الانقراض.
المصدر: