أحد المناطق الداخلية في القارة القطبية الجنوبية يطلق عليها اسم “الأودية الجافة Dry Valleys” حيث لم تمطر هذه المنطقة و لا لمرة في أكثر من مليوني سنة. باستثناء واد وحيد يحتوي على بحيرات مصغرة من الماء يمكن اعتبار منطقة الأودية الجافة منطقة خالية تماما من جميع أنواع الرطوبة سواء كانت ماء أو ثلج أو جليد.
السبب في كون هذه الأودية جافة الى هذه الدرجة هو الرياح التي تصل سرعتها الى 200 ميل في الساعة و التي تعمل على تبخير أي شيء له علاقة بالماء، أضف الى ذلك عملية التسامي أي تحول الثلج من الحالة الصلبة الى الحالة الغازية مباشرة دون المرور بالحالة السائلة يجعل من أرض هذه المنطقة أرضا جافة و قاحلة و فارغة من جميع صور الحياة.
تعيش في الاودية الجافة على الكتل الجليدية نوع من البكتيريا اللاهوائية التي تقاوم درجة حرارة التجمد و تحلل الحديد و الكبريت مما يبنتج اللون الأحمر الذي يظهر و كأنه أنهار من الدم.
ثاني أكثر المناطق جفافا في العالم هي (صحراء أتاكاما \ Atacama Desert) في تشيلي حيث بعض المناطق لم تشهد هطولا للامطار منذ قرون،و حسب احصائيات ناسا و مجلة ناشونال جيوغرافيك تعتبر هذه الصحراء التي تزيد مساحتها عن المائة ألف كيلو متر مربع في شمال تشيلي الصحراء الأكثر جفافا في العالم. يقل معدل هطول الأمطار في هذه الصحراء عن ا ملم سنويا حتى أن الجبال فيها خالية من أي نوع من النباتات البرية.
تستخدم أراضي صحراء أتاكاما لتصوير مشاهد الحياة على الكواكب الأخرى في الأفلام الأمريكية و ذلك تشابه تربتها مع تربة كوكب المريخ. كما تعتبر صجحراء أتاكاما من أفضل الأماكن في الأرض للرصد الفلكي و ذلك بسبب ارتفاعها و عدم تراكم السحب و قلة التلوث و قلة التشويش و في عام 2011 تم بناء تيليسكوب ضخم للرصد االفلكي لاستخدام أمواج الراديو يطلق عليه اسم ALMA: Atacama Large Millimeter Array و قد ساهمت عدة دول في هذا التلسكوب و هي الولايات المتحدة و كندا و اليابان و تشيلي و اوروبا.
المصدر: